الشكل Format أو القالب بحسب تعريف المنظمة الدولية للمعـاييرInternational Organization for Standardization -ISO يعنى :"الترتيب المسبق للبيانات على وسيط ما"([1]) فالشكل أشبه بالحاوية التي صممت لتسهيل التعرف على كل عنصر من عناصر البيانات بها ، وخزنه ، وفرزه واسترجاعه ، وعرضه ، وطبعه مستقلاً ، أو مع غيره من عناصر البيانات الأخرى.
ولقد دعت ضرورات التعاون واقتسام الموارد بين الهيئات العاملة في مجالات الضبط الببليوجرافي ؛ من مكتبات ومرافق معلومات ببليوجرافية إلى الاشتراك في شبكات المعلومات وتبادل التسجيلات فيما بينها ، وكان من الطبيعي لتحقيق تبادل فعال لهذه التسجيلات التفكير في الأشكال.([2])
وفي هذا الإطار برزت فكرة وجـود أشكال اتصـال معياريةStandard Communication Formats هدفها الأساسي أن تكون أداة لنقل وتبادل البيانات الببليوجرافية المقروءة آليًا بين هيئة ببليوجرافية وطنية وأخرى مناظرة ، أو بين هيئة ببليوجرافية وطنية وإحدى المكتبات ، أو بين مرفق من مرافق المعلومات وآخر... إلخ. هذه الأشكال المعيارية ينبغي أن تقوم كل هيئة أو مكتبة أو مرفق يرغب في إنشاء وتبادل التسجيلات ، بإعداد وتجهيز تسجيلاته وفقًا لها أو بإعداد برنامج لتحويل أشكاله الداخلية من هذا الشكل المعياري وإليه.([3])
وتوجد حاليًا عدة أشكال معيارية على المستويين الوطني والدولي ؛ هذا فضلاً عن الأشكال الداخلية التى تستخدم على نطاق أضيق من ذلك وهي كثيرة. وعلى المستوى الوطني([4]) نجد: شكل فما الأمريكي US-MARC وفما البريطاني UK-MARC وفما الكندي CAN-MARC وفما الاسترالي AUS-MARC. أما على المستوى الدولي فنجد: شكل فما العالمي UNI- MARC ، والمعيار الدولي ISO-2709 ، وشكل الاتصال المشترك (ش ا م : CCF) Common Communication Format.
وعلى المستوى العربي لا نجد سوى فما-الأردني الذي قامت الأردن على توفيره كمعيار أردني يستخدم لتعريف بنية التسجيلة الببليوجرافية الأردنية ، وتبادلها بين مرافق المعلومات المختلفة، وقد رعاه مركز المعلومات الوطني الأردني وجمعية المكتبات الأردنية منذ أن كان فكرة ، وحتى رأى النور مع نهايات عام 1993.([5])
ونحن نطمح إلى اليوم الذي يصدر فيه فما-المصري EG-MARC([6]) ، وبالتبعية فما-العربي AR-MARC ؛ حيث إن الإمكانات المادية والفنية والإجرائية في المرحلة الحالية تكفي لوجود هذه الأشكال ، ومن ثم فعلى المكتبات الوطنية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم... وغيرها من مرافق المعلومات العربية الكبرى تبني مثل هذه المشروعات. وهذه الدعوة ليست جديدة ، إذ أنه قد دعا إليها أحد المتخصصين بالمؤتمر العربي الثامن للمعلومات الذي نظمه الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات بالتعاون مع الجمعية المصرية للمكتبات والمعلومات والأرشيف في الفترة من 1-4 نوفمبر 1997 بالقاهرة.([7])ويمكن تقديم بيانات أساسية عن المعيار الذي وقع الاختيار عليه كمعيار إنشاء مرصد البيانات التجريبي الذي تقوم عليه الدراسة ؛ وهو المعيار الأمريكي للفهرسة المقروءة آليًا في إصدارته الأخيرة للقرن الحادي والعشرين (فما 21 : MARC 21) والذي خرج فيه عن عباءته الأمريكية ليصبح معيارًا عالميًا يصلح للتطبيق مع بداية الألفية الجديدة.
الحواشي
([1]) مصطفى حسام الدين ، ويسرية عبدالحليم زايد . أشكال الاتصال الببليوجرافية : خلفية عامة . ص 15. في: دي لورو، آني . دليل إنشاء وإدارة قواعد البيانات الببليوجرفية ؛ تعريب محمد سالم ؛ مراجعة وتقديم مصطفى حسام الدين ، ويسرية عبدالحليم زايد .- ط1 .- القاهرة : الدار المصرية اللبنانية ، 1996.
([2]) مصطفى حسام الدين ، ويسرية عبدالحليم زايد. أشكال الاتصال الببليوجرافية : خلفية عامة . مصدر سابق، ص 19.
([3]) المصدر السابق والصفحة.
([4]) من الجدير بالذكر أن هناك ما يربو على عشرين شكلاً وطنيًا يسير على غرار فما الأمريكي. انظر: ألورى، راو ؛ و كمب ، د. ألاسدير ؛ وبول ، جون ج. التحليل الموضوعي في فهارس البحث المباشر ؛ ترجمة وتقديم عبدالوهاب عبدالسلام أبوالنور .- القاهرة: عالم الكتب ، 1998.- ص42.
([5]) مركز المعلومات الوطني. التركيبة الأردنية الموحدة (ت أ م) : دليل إعداد التسجيلات الببليوغرافية لقواعد المعلومات / إعداد محمود أحمد أتيم .- ط1 .- عمان: المركز ، 1993.- 287 ص.
([6]) وجدير بالذكر أن هناك أطروحة مسجلة لدرجة الدكتوراه بجامعة القاهرة تهتم بهذا الموضوع ، وبياناتها : سحر حسنين محمد ربيع. أشكال الاتصال للبيانات الببليوجرافية المحسبة: دراسة تحليلية مقارنة مع التخطيط لإنشاء شكل اتصالي وطني ؛ إشراف سعد محمد الهجرسي .- أطروحة (دكتوراه) – جامعة القاهرة ،كلية الآداب ، قسم المكتبات والوثائق والمعلومات ، ت 1998. (قيد البحث)
([7]) مصطفى حسام الدين. نحو شكل اتصالي عربي موحد. – ص ص 102-105.- في : تكنولوجيا المعلومات في المكتبات ومراكز المعلومات العربية بين الواقع والمستقبل : وقائع المؤتمر العربي الثامن للمعلومات / نظمه الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات بالتعاون مع الجمعية المصرية للمكتبات والمعلومات والأرشيف وقسم المكتبات والوثائق والمعلومات بكلية الآداب - جامعة القاهرة (القاهرة : 1 - 4 نوفمبر 1997) / إعداد وتحرير محمد فتحي عبدالهادي ؛ تقديم شعبان عبدالعزيز خليفة.- القاهرة : الدار المصرية اللبنانية ، 1999.
No comments:
Post a Comment